رابع يوم العيد الأضحى المبارك
فقدنا رجل من أعلام السودان رجل له واقع تعليمي وتتطور وظيفي وهو الرجل الوحيد الذي سلك مسار والدة سعادة السفير اللواء بابكر محمد الديب رحمة الله تعالي عليهم .
حيدر بابكر الديب
السبد حيدر الديب الذي عمل منذ صغرة ونعومة أظافرة , هذا الشاب لم يتكبر أو يتذمر أو أعتمد على والده, برغم أن والده كان هو أول مدير عام الاستخبارات بالسودان وكان يشغل مناصب كبيرة وهامة متتاليه ومنها وهو أول سفير سوداني لجمهوريه مصر العربية , وهو أيضا من ساهم بوضع القانون و الدستور السوداني. في ذلك الوقت كان منزل العائلة في شارع الحرية مكان السفارة الأمريكية السابقة.
حيدر رحمة الله عليه تخرج من جامعة القاهرة بالسودان وبرغم أنه كان يعمل بمطار السودان, وكان لديه مقولة مشهورة وهي:(عندما أريد أن أتسكع أو أحتفل مع أصدقائي أحب أن يكون من مالي الحر لأنني أشعر بالخجل من نفسي أن أستغل منصب أبي أو ماله
في قضاء بعض الوقت الضائع من ماله ومصاريف أسرتي)
حيدر بابكر الديب أشتهر بالطيبة الممزوجة بالقوة نعم أنه قوى البنية وقد أخذ كأس الدوري العالمي في الملاكمة وشهد له الجميع بأنه رجل رياضي ومميز في تعبير حب بلدة وأهله .
وقد درس جامعة القاهرة بالسودان كلية التجارة, بعد التخرج عمل بوزارة المالية بالسودان وكانت أول بدايتة بعد التخرج,وكان أول مدير عام قسم الدمغة في الضرائب, ولله الحمد عمل بكل أمانه وصدق ومن ثم عمل كمديرعام مكتب سعادة الرئيس جعفر نميري , وكان من الثلاثه المبعوثين الى أمريكا كي يكملوا التعليم العالي كالماجستير والدكتوراه . في ذالك الحين عمل بجهد و دراسة جادة مما جأته الفرصة بمشروع التخرج وهو بحث التخرج تميز لاته أشتهر بقوة النقاط وسهولة تتطور ميزانية الدولة وكان بعنوان:(السودان سلة غذاء العالم) وهذاالكتاب مازال حتى الأن في مكاتب جامعات أمريكا, مما جعلت هيئة أعضاء التدريس بجامعة سريكيوز بأمريكا أعطأه فرصة العمل معهم وأن يشغل منصب مساعد أستاذ بالجامعة ومن ثم ترقى الى منصب الأستاذ بالجامعة .
ومن ثم رجع السودان وكان يشغل منصب ممثل الصندوق الدولي في أمريكا وأيضا لندن ومن ثم رجع الى وزارة المالية كوكيل وزارة المالية بالسودان ومنها أنتدب الى المملكة العربية السعودية لفترة أنجاز مشروع تحت أشرافه وهو
( الهلال الأحمر السعودي ) :الذي تم بنجاح باهر مما تمت مكافأته وتقديره وهذا المشروع
أنه في وقتها كان منتدب *كمستشار اقتصادي وخبير مالي* في السعودية وأيضا بدولة الكويت ومن ثم أصيب في حرب الكويت مع العراق .
وعند رجوعة الى السودان كي يستقر ولكن لعب القدر بأن كان هنالك انقلاب الحكم الرئاسى الى السيد الرئيس السابق عمر حسن البشير وعند اجتماعهم الطارئ في وزارة المالية بحضور حيدر بابكر الديب , طلبوا منه تسليم كل ما يتعلق بخزينه الدولة بأوراقها و ملتزمات, حيدر قد رفض قائلا:( أنتم الجيش وظيفتكم حماية البلد ونحن كمحاسبين علينا حماية اقتصاد البلد و تحدى قائلا (سأجعل الجنية السودان من أقوى العملات بالعالم سيشترى 3دولارت مقابل جنية سوداني ) , ولكن للأسف تم أقالته في اليوم التالي من وكيل أول لوزارة المالية من بعد الاجتماع الطارئ لانهم كان خطتهم ان يشغل الوزارة واحد من إفراد الجيش .
والدي الحبيب حيدر الديب كان قد أصيب من حرب الكويت من العراق ولكن بدأت حالته الصحية تتدهور ولكن لم يفقد الأمل رغم انه كان جليس (شلل كامل) الا أنه كان لدية مكنب لتخليص الضرائب ومستشارا اقتصادي , كان يحب بناته جدا و يلقبهم بسلة الجواهر الذي يملكها هن بناته , وكان يتفاخر بنا وكان أفضل الجيران وكان كل الحي وأصدقائه يترددون عليه وكان يرفض المساعدات المالية ويقول الحمد لله الذي جعل رأسي بما فيها من عيون ولسان و فكر جيد, أذن لا بد ان أعمل بصدق . حيدر الديب كان مثل الأب والصديق والأخ المخلص كان لايفرق بين جنس أو لون أو ديانة.
اليوم رابع يوم العيد ودعنا حيدر الساعة السابعة صباحا .
اللهم أغفر له وأجعله مع الصدقين الشهداء.
سأكتب سلسة عن حياته اليومية.
أنا أمل حيدر بابكر الديب