30.8 C
Khartoum
Sunday, December 10, 2023
spot_img

قصة تجربتي مع الحياة الزوجية

اليوم سيكون اول قصة حقيقية حدثت مذ زمن بعيد أيام الحب الحقيقي وأحب ان ابداء بهذه القصة الرائعة.

حدثت معي كالاتي كنت كل أسبوع يوم الجمعة من الصباح قبل الساعة العاشرة صباحا لابد بان أزور والدي المتوفي في (مقابر فاروق)بالخرطوم , في كل يوم جمعة هنالك اتقابل مع أمراءه كبيرة في السن أيضا تأتي لزيارة احد الأشخاص المقربين ولكن من هو لا اعلم ولكني أيضا اراها تزرع له الورد والأشجار الصغيرة وكانت تعطي لحارس المقابر راتب ثابت لسقى تلك الأشجار الصغير ونظافة المقبرة, مما جعلنا اعمل نفس الشيء مع مقبرة والدي أيضا و أيضا كنا نحضر معنا بعض الوجبات والخبائز لتوزيعها في الذكرى او المناسبات , فتقربنا من بعض اكثر وبدأنا نحكي كيف كان المتوفي رائع وحنون فبدأت اسألها وكلي فضول : من العزيز الذي متوفي عندكم ؟

جاوبتني: هذا زوج والدتي؟

رديت عليها باستعجاب: ماذا؟ هل قولتي زوج والدتك يعني زوج أمك؟

جاوبتني: نعم. انه هذا.

رديت أنا: ممكن تحكي لي قصته أو لماذا هذا الاهتمام كله لأني يملئني الفضول من هذا .

المرأة تقول

جاوبتني المرأة: نعم بكل سرور. ابي الحقيقي كان رجل عصبي ويقصد يهين امي دائما امام الناس وامام عائلته وأيضا كان صعب معي رغم صغر سني كنت اخافة واحزن لوالدتي أيضا كثيرا و فيوم من الأيام وجدت امي اخذتني وذهبنا الى بيت عائلة امي وفي ذلك الوقت علمت ان ابي طلق أمي وتزوج بامرأة أخرى باختيار والدته التي هي جدتي من ابي, وبعد زمن اتي شاب لم يتزوج من قبل تقدم لزواج من والدتي , كان من مظهرة الخارجي انسان هادئ و وبسيط ولكن عائلته فقيرة . بصراحه اهل والدتي اخذت هم بخصوص انا,من الذي سيتولى تربيتي وان يتحمل مسؤوليتي . ولكنه بعد ان تزوج والدتي انتقل الى بيت اخر كان يحب امي جدا ويتعامل مع امي بكل حب وحنان.

ثم سألتها: ماذا حدث معك انت ولماذا لم تعيشي مع والدتك.

اجابتني المرأة: ابي رفض ان أعيش مع والدتي واخذني بالقوة وكان عمرى خمسه سنوات، وعيشت مع زوجت ابي وكان تعاملني تعامل سيئ جدا بالضرب والحرق وكانت تقول لابي بان الاثأر الذى في جسدي نتيجة شقاوة مني وانني لا اريد ان اطيعها في أي شيء ولا اريد ان أهدئ لا بد بعقابي بربطي بالحبل في رجل الطاولة حتى اتأدب.

ثم سكتت للوهلة والدموع تمتلئ عيونها وكأنها تتذكر ما حدث أو كأنها تعيش هذه اللحظة.
ثم أكملت قائلة: وفي يوم جميل !

ثم ابتسمت قائل: جيد انك تتذكري ان أخيراً أن والدك أنه عرف بالحقيقة!

تبسمت وقالت: لا لم يحدث هكذا كما تظنين .

رديت أنا له قائله: لم افهم بالضبط لأنك ابتسامتي وقولتي يوم جميل,تقصدين ماذا !

كانت والدتي حزينة جدا

ثم قالت لي : سأكمل لك كي تعرفي لماذا ابتسمت. في تلك ليلة ابي كان ليه مأموريهما اعنيه سافر الى مدينه أخرى للعمل وكان ابي مدير المهندسين يعني سفرة عمل .وانه ليس في المنزل كان في عمل ليلي ثم طلبت مني زوجة ابي ان اخرج معها وسمعت كلامها وخرجت ,ولكن ذهبنا الى المقابر قامت بضربي بالعصا في ظهر عدة مرات حتى اغمى علي وبدا الدم يخرج من جميع انحاء جسمي , ومن ثم بالصباح رأوني بعد الأشخاص يحملون جنازة وقاموا بإسعافي والاتصال بالشرطة ومن ثم الشرطة اخبروا والدتي وأهلي . كل ما أتذكره ان زوج والدتي كان حزين جدا بسبب ما حدث لي, ومن ثم ذهب و توسل لابي الحقيقي كي يتنازل عني لوالدتي وانه سيكون مسؤول مسؤوليه تامة امام الله بكل ما احتاجه وما يلزمني, ثم ابي وافق ومن ذألك الوقت سافر ابي مع زوجته واخواتي الثلاثة الي الخارج.

ثم واصلت قائلة: ابي الحنون (زوج امي) كان طيب معي رغم ظروفه المادية الصعبة, الا انه كان يتعامل معي كأني ابنته الحقيقة كان يلبي طلباتي بالأول ومن ثم اخواتي من والدتي. كان يميزني ويدللني وهو الذي يحل مشاكلي ولو انا مريضه كان يساهر مع امي لعلاجي. ولما ورث ورثة من والديه رفض ان يبعها حتى يحسن ظروفه الاقتصادية , بل تنازل به لأمي حتى إذا توفي الى الله في يوم ما يكون لدي الحق في ان أورثه ولكن لم نعلم بهذا الوصية الابعد وفاته. وأيضا هو الذي دخلني الجامعة وعندما تقدم لي زوجي بخطوبتي، قام هو بجهازي، وعندما انجبت ابني الأول كان يأتي لزيارتي وكأنه حفيدة من ابنته مع الهدايا والألعاب. لدرجة لدي اختي وهي ابنته الكبيرة كانت تغير منى من تعامل ابي الحنون معي كأني انا ابنته الكبيرة وليست هي. ايضا وكان يعرف الناس بانني ابنته الرائعة الذي يفتخر به, هو بالنسبة لي كان هو أبي الملائكي الذي فقدته . امي من الحزن عليه فقدت عينها بالبكاء. ومن الذكريات الذي لا انساها عند موعد تقسيم الورثة , عندها سافرت مع زوجي للخارج في أمريكا حسب أسلوب عمله. تفاجأت برسالة من اخواتي من والدتي يطلبون من العودة في أسرع وقت لان وجدي مهم اثناء التقسيم للورثة لأنه كان كاتب أسمي بانني لي نصيب الابنة الشرعية وانه تنازل عن العمارة لوالدتي حتى اورث مع اخوتي الاخرين .

بعد ما سمعت قصتها بدأت انا كمان عندما أزور ابي وأزور هذا الرجل ايضاٌ وأقراء له الفاتحة لأنه رجل صالح ترك ورائه عمل صالح. ورساله لكل رجل الرجولة ليست بالقوة او بالمال او بالجنس، الرجولة في الحزم والستر والطيبة والحنان مع اهل بيته والرضا والحب. نعم الحب والاحترام هذه الرجولة.

اللهم ارحم كل اب رائع وحنون أو مثل دور الاب بكل تفاني وود.

Image: Adrianicz

Amel Eldeeb
Amel Eldeeb
The founder and editor-in-Chief of Anews. Amels origins is in Sudan, but now she live in Europe. She is an experienced media worker, with a past in radio, television and newspapers.

Related Articles

Latest Articles

Gst council halves interest on delayed filing of gst returns. The space shuttle discovery approaches russia’s mir space station in this 70mm photograph taken from the mir. The anyiam osigwe group limited : promoting human development and societal progress in nigeria.